بوابة الأشرف

أستغفر الله العظيم والحمد لله رب العالمين الرزاااااااق الغنى الكريم <<<<< كل عام وأنتم بخير بمناسبة قدوم شهر رمضاااااااان المبارك <<<<< جارى التجهيز لكل ما يتعلق بالعام الدراااااااسى الجديد 2024-2025



العودة   بوابة الأشرف > منتديات الأقسام العامه > إبداعات بأقلام كتابنا

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
قديم 07-23-2016, 09:46 AM
  #1
 الصورة الرمزية الفارس الأشرف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: مصر-القاهره
العمر: 36
المشاركات: 164,121
29 إثيوبيا من حاجه مشروعه إلى غطرسه ممجوجه 2016 مقاله بقلم سعد الدين إبراهيم

إثيوبيا من حاجه مشروعه إلى غطرسه ممجوجه
2016
مقاله بقلم سعد الدين إبراهيم

نقلاً عن صحيفة الأهرام القاهرية، فإن وزير الموارد المائية الإثيوبى، صرّح عشية مؤتمر لوزراء حوض نهر النيل بأن بلاده قد أوشكت على الانتهاء من تشييد سد النهضة، لتزويد إثيوبيا باحتياجاتها من الكهرباء، وأن سلسلة إضافية من السدود والخزّانات المائية يجرى إنشاؤها للغرض ذاته، وأن إثيوبيا غير مسؤولة، ولا هى معنية بمخاوف وهواجس الآخرين.


وإذا كان الجزء الأول من تصريح المسؤول الإثيوبى مفهوماً، ومشروعاً، فإن الجزء الثانى (أى عدم مسؤولية إثيوبيا عن هواجس ومخاوف الآخرين) ينطوى على غطرسة ممجوجة، خاصة أن المقصود بالآخرين فى هذا السياق، هو مصر والسودان، أى بلدا المصبّ.


بل إن مصر هى الأكثر تأثراً بالخطط المائية لبناء السدود الإثيوبية. فالسودان الشقيق لديه مصادر مائية أخرى، وأنهار أخرى، فضلاً عن هطول أمطار موسمية غزيرة على أراضيه، جنوباً وشمالاً. أما مصر، فهى صحراوية جافة، باستثناء شواطئها الشمالية على البحر الأبيض المتوسط، التى تهطل عليها الأمطار فى فصل الشتاء.



وربما كان ذلك وراء المقولة الشهيرة للمؤرخ الإغريقى هيرودوت، والتى سطرها منذ ألف سنة قبل الميلاد، وهى أن «مصر هى هبة النيل» (Egypt is the Gift of the Nile).


لذلك حرص المصريون، منذ الفراعنة، قبل أربعة آلاف سنة إلى محمد على فى أوائل القرن التاسع عشر، على معرفة كل شىء عن نهر النيل، وتأمين منابعه ومجراه. واستمر ذلك إلى عهد جمال عبدالناصر وعبدالفتاح السيسى، بل إن المؤرخين وعُلماء الاجتماع، وعلى رأسهم الألمانى الأمريكى ويتفوجل Wittfogel صاغ نظرية كاملة عن نشأة الدولة المركزية فيما سماه «المجتمعات المائية» (Hydraulic Societies) أى تلك التجمعات البشرية التى تنشأ وتعيش على مجارى الأنهار فى بيئات صحراوية جافة، والتى تحتاج إلى سُلطة مركزية تحمى وترعى هذا المصدر المائى الوحيد، وعلى العدالة فى توزيع مياهه بالعدل والقسطاس.


ومن ذلك أيضاً أن كل نهضة مصرية على امتداد التاريخ، ارتبطت بإدارة شؤون النهر وتقوية شواطئه، إلى شق الترع التى تتفرع منه، إلى بناء الجسور والسدود على مجراه، لتسهيل حركة السُكان، لتخرين الفائض من مياهه فى موسم الفيضان (سبتمبر ـ أكتوبر) للاستعانة بها فى موسم الجفاف أو التحاريق (يونيه ويوليو وأغسطس).


وربما لم يعنَ بشؤون نهر النيل فى العصر الحديث إلى جانب المصريين، إلا الإنجليز والإسرائيليون، أى كل من أراد السيطرة عليها، أو إيقاع الأضرار بها.


وقد ارتبط الاهتمام البريطانى بمصر وشؤون النيل، بزراعة القطن، وخاصة من الأنواع المتوسطة وطويلة التيلة، التى اعتمدت عليها مصانع النسيج الإنجليزية خلال الثورة الصناعية، من القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن العشرين.


أما إسرائيل فقد انصب اهتمامها على كل ما يمكن إضعاف مصر من خلال نهر النيل، وقد وجدت فى إثيوبيا خير نصير وأقوى حليف، وقد شجّعت إسرائيل فى إقناع النخبة الإثيوبية الحاكمة بقواسم مشتركة معها، من ذلك أن كلاً منهما مُحاط بجيران من العرب والمسلمين الذين يُبادلونهم العداء، ولذلك كانت إثيوبيا، لمُدة طويلة، منذ الخمسينات فى القرن العشرين، هى الدولة الأفريقية الوحيدة، إلى جانب النظام العُنصرى فى جنوب أفريقيا، اللذان اعترفا بإسرائيل، كما تبادلت إسرائيل مع ذلك النظام العُنصرى المعلومات النووية منذ ستينيات القرن الماضى، بل يقال إن إسرائيل أجرت تجربة سلاحها النووى فى المحيط الهندى قرب سواحل جنوب أفريقيا.


وعودة لإثيوبيا وإسرائيل، لم يكن مستغرباً أن تتبنى إثيوبيا المسعى الإسرائيلى للحصول على مقعد مُراقب فى منظمة الوحدة الأفريقية، وهو ما كان سيُعطى إسرائيل مزيداً من الفُرص لاختراق بقية الدول الأفريقية الخمسين، لولا أن مصر هى التى أحبطت ذلك المسعى الإسرائيلى ـ الإثيوبى المُشترك.


وجدير بالتنويه أن مصر لم تكُف فى السنوات الخمس الأخيرة عن التقارب والتعاون مع إثيوبيا، ولكن إثيوبيا لا تترك فُرصة للتباعد عن مصر، إن لم يكن الإساءة لها، إلا وانتهزتها، هذا رغم أن مصر تملك من الوسائل ما يمكن أن تثير بها المتاعب لأى نظام حاكم فى إثيوبيا، فهناك مشاكل حدودية لإثيوبيا مع كل من السودان والصومال، وليس لها منافذ بحرية إلا من خلال جاراتها العربيات، هذا فضلاً عن التنوع العِرقى الكثيف والرافض لتسليط الأقلية الأمهرية على بقية الأقليات الأخرى، وأهمها أقلية مسلمة قوامها ثلاثون فى المائة من مجموع سُكان إثيوبيا، وقد نشبت صراعات مُسلحة فى الماضى القريب مع كل من الصومال وإريتريا وجنوب السودان، حول إقليم أوجادين.


ورغم عدم وجود أدلة مُباشرة، إلا أن عديداً من القرائن تُشير إلى أن الأصابع الإسرائيلية والأمريكية ليست بعيدة عن كل المُخططات المائية لإثيوبيا، وخاصة تلك التى تنطوى على إضرار بمصر، ومنها دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لزيارتها وتشجيع أربع من جيرانها على استقباله فى نفس الجولة، وكأنها بذلك تعلن للملأ عن نهاية القطيعة الأفريقية التى تلت الاعتداء الإسرائيلى فى يونيو 1967 والذى كان تضامناً مع مصر فى ذلك الوقت.


وعلى مصر أن تمد كل جسور ممكنة للتعاون مع الشعب الإثيوبى، رغم برودة، إن لم يكن عداوة النخبة الحاكمة الإثيوبية، والتى تلقّى معظم أفرادها تعليماً أو تدريباً فى إسرائيل، هذا فى الوقت الذى نجح فيه نتنياهو فى إعادة تطبيع العلاقات مع تركيا عموماً، والطيب أردوغان خصوصاً، وكأن رئيس الوزراء الإسرائيلى يُحيى استراتيجية دافيد بن جوريون، التى كان فحواها حِصار الحِصار، فإذا كانت الدول العربية تُحاصر إسرائيل، فلتسعَ إسرائيل لحِصار العالم العربى من خلال جيرانه غير العرب، وتحديداً تركيا وإيران وإثيوبيا.


والله أعلم.


وعلى الله قصد السبيل.


اللهم وفقنا جميعاً إلى كل الخير
مستر أشرف فوده

الفارس الأشرف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-23-2016, 09:47 AM
  #2
 الصورة الرمزية الفارس الأشرف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: مصر-القاهره
العمر: 36
المشاركات: 164,121
افتراضي رد: إثيوبيا من حاجه مشروعه إلى غطرسه ممجوجه 2016 مقاله بقلم سعد الدين إبراهيم


You’ re Welcome
Good Bye and Good Luck
Mr. Ashraf Fouda
الفارس الأشرف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-23-2016, 09:47 AM
  #3
 الصورة الرمزية الفارس الأشرف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: مصر-القاهره
العمر: 36
المشاركات: 164,121
افتراضي رد: إثيوبيا من حاجه مشروعه إلى غطرسه ممجوجه 2016 مقاله بقلم سعد الدين إبراهيم

الفارس الأشرف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد  إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
2016, ممجوجه, مشروعه, من, مقاله, الدين, بقلم, حاجه, سعد, غطرسه, إلى, إثيوبيا, إبراهيم


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المخدرات رحلتها قصيرة ماتسافرهاش 2022 مقاله بقلم دينا شرف الدين الفارس الأشرف إبداعات بأقلام كتابنا 2 05-21-2022 05:11 AM
السوشيال ميديا ونظرية الرخامة 2022 مقاله بقلم خالد إبراهيم الفارس الأشرف إبداعات بأقلام كتابنا 2 05-21-2022 05:11 AM
جيش مصر شعب مصر 2016 مقاله بقلم فاطمه ناعوت الفارس الأشرف إبداعات بأقلام كتابنا 2 07-23-2016 10:46 AM
الغريمان كولن و أردوغان 2016 مقاله بقلم ناجح إبراهيم الفارس الأشرف إبداعات بأقلام كتابنا 2 07-23-2016 09:36 AM
إنه عالم الأقوياء فقط 2016 مقاله بقلم عماد الدين أديب الفارس الأشرف إبداعات بأقلام كتابنا 2 07-17-2016 09:53 PM

RSS 2.0 RSS XML MAP HTML Sitemap
بوابة الأشرف التعليمية


Loading...





Powered by alashrafedu® Copyright ©2000 - 2018, Jelsoft Enterprises Ltd.