عرض مشاركة واحدة
قديم 03-14-2013, 04:11 AM
  #1
 الصورة الرمزية الفارس الأشرف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: مصر-القاهره
العمر: 36
المشاركات: 165,255
17 مصر فى الخلاط 2013 مقاله بقلم مصطفى فهمى

مصر فى الخلاط
2013
مقاله بقلم مصطفى فهمى


أصبحنا فى وطن اختلط فيه الثوار بالبلطجية والمعارضة بالفلول والمتدينين بالمتدنيين والرئيس بالمرشد ولا عزاء لثورة راح ضحيتها مئات الشهداء وألاف المصابين.

لا أعلم لماذا يصر جميع الأطراف المتصارعة على الاستمرار فى الإساءة لأنفسهم قبل غيرهم؟ يقاتلون من أجل تشويه المختلفين معهم وإن كلفتهم الإساءة ضل الطريق الذى قطعوه ورسموه لأنفسهم.

فتجد فريق من الثوار يدافع بكل ما أوتى من قوة عن قاطعى الطرق وحارقى الأقسام والمنشئات وبائعى التحرير فى تشويه صريح للصورة السلمية للثورة التى ظهرت بها أمام الناس حتى فقدت جزء كبير من التأييد الشعبى لها، وتجد فريق أخر من المتدينين ينحاز لفصيل من المتدنيين أخلاقيا ويدافع عن إسائتهم للمختلفين معهم فى الرأى دون النظر الى أنهم يسيئوا للدين قبل الأخلاق ولأنفسهم قبل الغير فصار أمثال عبد الله بدر ومحمود شعبان علماء لتفسير الدستور وفقهاء لتأويل السياسة ومن يخالفهم الرأى كافر وعلمانى لأنهم مع الله، وتجد فريق ثالث يدافع عن فصيل كان يسبح بحمد النظام السابق ويرسخ لوجوده لمجرد أنه يتفق معه فى خلافه مع النظام الحالى دون الوعى أن الثورة والفلول "دونت ميكس" كالعسكر والإخوان، وفريق رابع يرحب بعودة العسكر مجددا لحكم البلاد بعد شهور من إسقاطه لمجرد إنه بديل لتجار الدين دون النظر لمن قتل وسحل وأهينت كرامته تحت بيادته منذ أشهر, وفريق سادس يدافع عن قرارات الرئيس جميعها وإن تناقضت واختلفت مع دينهم ودنياهم لمجرد إنه مسلم وصاحب لحية دون النظر إلى أن التدين لا يقاس بطول اللحية وإلا صار كارل ماركس أكثر تدينا من المرشد ذاته..وفريق سابع يرى أن الحرية هى الفوضى التى تحدث فى الشارع والعدالة هى ما يمارسها مكتب الإرشاد والعيش هو الخبز البلدى وبالتالى مطالب الثورة تتلخص فى "كام" مخبز ومرشد ومخبر، وفريق ثامن يحاسب جنود الأمن المركزى -ضحايا الجهل والفقر- على خطايا النظام وفريق تاسع يحاسب الرئيس على أحكام القضاء وعاشر مازال يندد ويعترض ويصرخ بكل ما فى حنجرته "هوا إيه اللى وداهم التحرير".

للأسف الوطن كله فى حالة لخبطة وإن لم يتحرك العقلاء ويغلبوا المصلحة الوطنية على أجندتهم الخاصة فلا تنتظروا من الشعب الذى فاض به الكيل وفقد الثقة فى جميع الأطراف إلا النداء بأيام مبارك والعادلى، فلو كانت الديمقراطية قبل الخبز أحيانا لدى البعض فهى لدى الفقراء بعد الخبز والأمن أغلب الأحيان.

خلاصة القول مصر أصبحت فى "الخلاط"، بعد أن أسقطت نظام تخوينى "تطنيشى" وأتت بنظام تكفيرى "تهميشى"، وأزاحت نظام فاسد بعبائة عسكرية ورسخت لنظام فاشل بعبائة دينية وخروجنا من الخلاط لن يأتى إلا بالتوافق وإن كنت أثق أن التوافق الشعبى أقرب من توافق النخبة الهابطة والنظام الفاشل.

اللهم وفقنا جميعاً إلى كل الخير
مستر أشرف فوده

الفارس الأشرف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس