بوابة الأشرف

بوابة الأشرف (http://alashrafedu.com/vb/index.php)
-   إبداعات بأقلام كتابنا (http://alashrafedu.com/vb/forumdisplay.php?f=27)
-   -   أنا و جوجل خسرت الجوله و لكننى لم أخسر الفرصه 2013 مقاله بقلم وائل غنيم (http://alashrafedu.com/vb/showthread.php?t=1881)

الفارس الأشرف 01-05-2013 09:27 PM

أنا و جوجل خسرت الجوله و لكننى لم أخسر الفرصه 2013 مقاله بقلم وائل غنيم
 
أنا و جوجل خسرت الجوله و لكننى لم أخسر الفرصه
2013
مقاله بقلم وائل غـنيم


فى منتصف عام 2005، تلقيت اتصالا هاتفيا دوليا من انجلترا، على الخط الآخر: "أهلا بك، اسمى.. وأعمل فى فريق إدارة الموارد بشركة Google"، ظهرت على وجهى علامات فرحة لابد وأنها قد ظهرت للمتحدثة على الطرف الآخر بسبب نبرة صوتى التى تغيرت فجأة، وكيف لا أفرح فالشركة هى المصنّفة رقم 1 على العالم ضمن شركات الإنترنت وأيضا فى الشركات التى تحترم موظفيها والوظيفة هى المدير الإقليمى للشركة!

سألنى بعض أصدقائى وقتها حين أخبرتهم عن تلك المكالمة السعيدة عن الواسطة التى اعتمدت عليها للحصول على هذه الفرصة الفريدة للانضمام لشركة بحجم Google، كنت أرد مبتسما واسطتى كانت: لوحة مفاتيح، وكابل إنترنت.

لم يكن غريبا أن يتصلوا بى، فسيرتى الذاتية هى عبارة عن حياة عنكبوتية بدأت فى 1997 حتى يوم التقديم للوظيفة، كل مشاريعى كانت على الإنترنت، والشركات التى عملت بها كانت شركات إنترنت، حتى زوجتى تعرفت عليها عبر الإنترنت.

الموظفة قالت لى، خلال الأيام القادمة سنبدأ معك مجموعة من المقابلات مع بعض مديرى الشركة فى فروعها المختلفة، ينبغى عليك قبل البدء فى هذه المقابلات قراءة المزيد عن الشركة والتعرف على منتجاتها وسياساتها، كن مستعداً وأتمنى لك التوفيق.

لم أكن فى حاجة لأقرأ شيئا عن الشركة، فأنا أتابع باهتمام نشاطها وأعرف كل منتجات الشركة تمام المعرفة وأستخدم أغلبها، بل وأقرأ سنويا ميزانيتها وأعرف حجم مبيعاتها ومصروفاتها، عشقى للشركة لم يكن سوى تقديرا لدورها فى توفير المعلومات للبشرية، فكر قليلا كيف كان جدّى وجدّك يبحثون عن أى معلومة يحتاجونها وكم وقتا يستغرقونه فى ذلك، فكر قليلا ماذا كنا سنفعل بدون الإنترنت وشركاتها وخاصة تلك الشركة المبدعة.

بدأت المقابلات، كانت متعة فى حد ذاتها أن تتحاور مع عقول بشرية متميزة من مختلف دول العالم، فرنسا وإنجلترا وأمريكا والمغرب وهولندا، مقابلات مع موظفين من أقسام التسويق والمبيعات وقسم الهندسة وقسم التطوير وقسم المحاسبة، كل موظف يدخل الشركة لا بد أن يجرى عددا لا بأس به من المقابلات مع موظفين من أقسام مختلفة من الشركة، رأيهم يتم الأخذ به، وتقييمهم يؤخذ فى الاعتبار.

فى المقابلة الثالثة سألتنى،" دعنى أحدثك بصراحة، أعتقد أن خبرتك العملية أقل من الخبرة المطلوبة لتلك الوظيفة، فنحن نبحث عن من سيكون مديراً إقليمياً للشركة فى العالم العربى وسيكون دوره إنشاء فروع الشركة فى المنطقة، وأنت خريج عام 2004، ولكننى لا أستطيع إنكار أن أداءك فى المقابلة يحمسنى إلى كتابة توصية باستمرارك فى المقابلات، أتمنى لك التوفيق".

قبل المقابلة الرابعة، وصلتنى رسالة بريدية "ما هى الخطة الاستراتيجية التى ستقوم بتنفيذها إذا حصلت على هذه الوظيفة؟ ما هى أولى الخطوات التى ستخطوها؟ ما هى المنتجات التى ترى أهمية وجودها فى المنطقة؟"، الإجابة كانت فى 12 ورقة كتبتها خلال ثلاثة أيام من البحث والمثابرة والتفكير.

كانت المقابلة الرابعة، مع مديرة مبيعات مسئولة عن أفريقيا والعالم العربى وبعض دول أوروبا الشرقية، دخلت المقابلة وقد قرأت كل ما كتبت، عبرت عن إعجابها بإصرارى وبما كتبت، انتهت المقابلة وهى ترى أننى سأكون يوما ما موظفا فى شركة Google.

فى المقابلة الخامسة، كان رجلاً جاداً، وسط المقابلة سألنى:" كم حلاقا فى الصين؟"، ضحكت من غرابة السؤال، ولكن بحكم ما قرأته أثناء الاستعداد للمقابلات علمت أنه سؤال ليس غرضه تقديم إجابة نهائية إحصائية عن عدد حلاقى الصين ولكن الغرض الحقيقى هو البحث عن القدرات التحليلية للمتقدم للوظيفة.

"عبقرية منتجات الشركة، وقدرتها على التأثير الإيجابى فى حياة مئات الملايين من البشر، وفرصة العمل مع كفاءات من أفضل كفاءات العالم فى مختلف المجالات، وسياسة تعامل الشركة مع موظفيها، وأخيرا وهو الأهم دور الإنترنت فى تطوير العالم العربى"، كانت هذه إجابتى لسؤال: لماذا تريد الانضمام لشركة Google، الذى سألنى إياه موظف Google الفرنسى الذى اتصل بى من مكتب باريس.

اتصلت بى مسئولة الموارد البشرية مرة أخرى بعد المقابلة الثامنة:" وائل أنت تُبلى بلاء رائعا، المقابلة القادمة ستكون مع نائب رئيس الشركة فى منطقة أوروبا والشرق الأوسط".

بسرعة كعادتى بحثت عن اسم المسئول فى Google لأقرأ عنه المزيد، كان رئيسا لأحد أكبر شركات الاتصالات الأمريكية، وعضوا لمجلس إدارة العديد من الشركات العالمية، ومسئولا عن العديد من المشاريع التى بلغت قيمتها مليارات الدولارات، لم يكن كل هذا فى صالحى، لم أبلغ بعد 25 عاما، خبرتى الحياتية أقل بكثير من خبرته، ولكن ماذا سنخسر؟

كانت أصعب مقابلة، وتلقيت فيها أسئلة لم يكن لدى لها أى إجابات، "كم هى عدد عمليات الاندماج بين الشركات التى شاركت فيها؟"، "ما هو تقييمك للبنية التحتية للإنترنت فى العالم العربى؟" وغيرها من الأمثلة.

بعد المقابلة بأسبوع، وصلتنى رسالة:" نعتذر لك، حيث إنه وبعد دراسة النتيجة النهائية لمقابلاتك وجدنا أنك لست الشخص المناسب لهذه الوظيفة، حيث إنها تتطلب خبرة فى عدة مجالات تفتقد فيها الخبرة وكان هناك من هو أفضل منك وقد نال بالفعل الوظيفة، نتمنى لك التوفيق فى حياتك العملية".

برغم الحزن والاكتئاب الذى حلّ على بعد هذه الرسالة، قلت لزوجتى:" خسرت الجولة ولكننى لم أخسر الفرصة".


اللهم وفقنا جميعاً إلى كل الخير
مستر أشرف فوده

الفارس الأشرف 01-05-2013 09:28 PM

You’ re Welcome
Good Bye and Good Luck
Mr. Ashraf Fouda

الفارس الأشرف 01-05-2013 09:28 PM


بوابة الأشرف 01-07-2013 12:38 PM

شكرا جزيلا على المجهود الرائع
بارك الله فيك و جزاك خيرا


الساعة الآن 02:15 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir